تفسير سورة النازعات كاملة
سورة النازعات{مِنْ مَقَاصِدِ السُّورَةِ}
-مكية-
قَرْع القلوب المكذبة بالبعث والجزاء، من خلال عرض مشاهد الموت والبعث والحشر والقيامة.
{التَّفْسِيرُ}
1 - أقسم الله بالملائكة التي تجذب أرواح الكفار بشدة وعنف.
2 - وأقسم بالملائكة التي تستلُّ أرواح المؤمنين بسهولة ويسر.
3 - وأقسم بالملائكة التي تَسْبح من السماء إلى الأرض بأمر الله.
4 - وأقسم بالملائكة التي تسبق بعضها في أداء أمر الله.
5 - وأقسم بالملائكة التتي تنفذ ما أمرهم الله به من قضائه مثل الملائكة الموكلين بأعمال العباد؛ أقسم بذلك كله ليبعثنَّهم للحساب والجزاء.
6 - يوم تهتزّ الأرض عند النفخة الأولى.
7 - تتبع هذه النفخة نفخة ثانية.
8 - قلوب بعض الناس في ذلك اليوم خائفة.
9 - يظهر على أبصارها أثر الذلة.
10 - وكانوا يقولون: هل نرجع إلى الحياة بعد أن متنا؟!
11 - أإذا كنا عظامًا بالية فارغة نرجع بعد ذلك؟!
12 - قالوا: إذا رجعنا تكون تلك الرجعة خاسرة، مغبونًا صاحبها.
13 - أَمْر البعث يسير، فإنما هي صيحة واحدة من الملك الموكل بالنفخ.
14 - فإذا الجميع أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا أمواتًا في بطنها.
15 - هل جاءك -أيها الرسول- خبر موسى مع ربه ومع عدوّه فرعون؟!
{مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ}
• التقوى سبب دخول الجنّة.
• تذكر أهوال القيامة دافع للعمل الصالح.
• قبض روح الكافر بشدّة وعنف، وقبض روح المؤمن برفق ولين.
16 - حين ناداه ربه سبحانه لوادي طُوَى المطهر.
17 - قال له فيما قال: سرْ إلى فرعون، إنه تجاوز الحد في الظلم والاستكبار.
18 - فقل له: هل لك -يا فرعون- أن تتطهر من الكفر والمعاصي؟
19 - وأرشدك إلى ربك الَّذي خلقك ورعاك فتخشاه، فتعمل بما يرضيه، وتتجنب ما يسخطه؟
20 - فأظهر له موسى عليه السلام العلامة العظمى الدالة على أنَّه رسول من ربه، وهي اليد والعصا.
21 - فما كان من فرعون إلا أنَّه كذّب بهذه العلامة، وعصى ما أمره به موسى عليه السلام.
22 - ثم أعرض عن الإيمان بما جاء به موسى.
23 - ورجع يجمع جنوده لمغالبة موسى، فنادى قومه قائلًا:
24 - أنا ربكم الأعلى، فلا طاعة لغيري عليكم.
25 - فأخذه الله فعاقبه في الدنيا بالغرق في البحر، وعاقبه في الآخرة بإدخاله في أشدّ العذاب.
26 - إن فيما عاقبنا به فرعون في الدنيا والآخرة لموعظة لمن يخشى الله؛ فهو الَّذي ينتفع بالمواعظ.
27 - أإيجادكم على الله -أيها المكذبون بالبعث- أصعب، أم إيجاد السماء التي بناها؟!
28 - جعل سَمْتها في جهة العلوّ رفيعًا، فجعلها مستوية، لا فطور فيها ولا شقوق ولا عيب.
29 - وأظلم ليلها إذا غربت شمسها، وأظهر نورها إذا أشرقت.
30 - والأرض بعد أن خلق السماء بسطها، وأودع فيها منافعها.
31 - أخرج منها ماءها عيونًا تجري، وأنبت فيها من النبات ما ترعاه الدواب.
32 - والجبال جعلها ثابتة على الأرض.
33 - كل ذلك منافع لكم -أيها الناس- ولأنعامكم، فالذي خلق هذا كله لا يعجز عن إعادة خلقهم من جديد.
34 - فإذا جاءت النفخة الثانية التي تغمر كل شيء بهولها، وقامت القيامة.
35 - يوم تجيء يتذكر الإنسان ما قدم من عمل، خيرًا كان أو شرًّا.
36 - وجيء بجهنم وأظْهِرت عيانًا لمن يبصرها.
37 - فأما من تجاوز الحدّ في الضلال.
38 - وفضل الحياة الدنيا الفانية على الحياة الأخرى الباقية.
39 - فإن النار هي مستقرّه الَّذي يأوي إليه.
40 - 41 - وأما من خاف قيامه بين يدي ربه، وكفّ نفسه عن اتباع ما تهواه مما حرّمه الله، فإن الجنّة هي مستقرّه الَّذي يأوي إليه.
42 - يسألك -أيها الرسول- هؤلاء المكذبون بالبعث: متى تقع الساعة؟
43 - ليس لك علم بها حتَّى تذكرها لهم، وليس من شأنك ذلك، إنما شأنك الاستعداد لها.
44 - إلى ربك وحده مُنتهى علم الساعة.
45 - إنما أنت منذر من يخشى الساعة؛ لأنه الَّذي ينتفع بإنذارك.
46 - كأنهم يوم يرون الساعة مشاهدة، لم يلبثوا في حياتهم الدنيا إلا عشية يوم واحد أو بكرته.
{مِنْ فَوَائِدِ الآيَاتِ}
• وجوب الرفق عند خطاب المدعوّ.
• الخوف من الله وكفّ النفس عن الهوى من أسباب دخول الجنَّة.
• علم الساعة من الغيب الَّذي لا يعلمه إلا الله.
• بيان الله لتفاصيل خلق السماء والأرض.